حوار مع النخبة - An Overview
حوار مع النخبة - An Overview
Blog Article
أحمد منصور: عندما خاب أمل الشاعر الأميركي (ت.إس. إليوت) مع مثقفي عصره وصفهم بألم وحسرة قائلا نحن رجال الخواء نتمايل ورؤوسنا مليئة بالقش بينما أصوات همساتنا الجافة هادئة ولكن بدون معنى.
أنا بأقول يا أخ أحمد إن التعامل مع إسرائيل على مستوى الدولة فيما يتعلق بالصلح والسلام وفتح الحدود وقفل.. طبعا عندنا جريمة قفل رفح، هذه جريمة بترتكبها الدولة المصرية ورفح لا يجوز أن تغلق في وجه الفلسطينيين وليس هناك اتفاقية بالمناسبة تلزمنا بإغلاقها والذين أدوا إلى هذه المشكلة الأوروبيون الذين انسحبوا من المعبر، لكن لا يجوز لمصر أن تغلقه، بس كل ده في جانب، الجانب الأخطر هجرة المصريين إلى إسرائيل، هجرة لإسرائيل..
استهداف جمهور النخبة: جمهورنا يتكون من قادة الفكر، رجال الأعمال، المهنيين، والمثقفين الذين يبحثون عن محتوى عميق وموثوق.
ولو كانت الحكمة الوطنية حاضرة لدى النخبة في ذلك الوقت فترفعت عن الاستجابة للمشروع الأجنبي للتغيير، لأمكن تطوير ذلك التحالف العريض لتحقيق إصلاح متدرج يجنب الوطن مزالق التغيير العنيف الذي كان واضحًا أن تياره سيقتلع القديم دون أن يكون قادرًا على إعادة البناء.
وفي تقديرنا فقد شكلت "ثورة ديسمبر/كانون الأول" محطة مهمة في هذا المشروع الذي سلط على المجتمع السوداني وسائل ناعمة كالإعلام والثقافة ومنظمات المجتمع المدني، وأخرى عنيفة كالحروب التي لا تنتهي، بهدف إفراغ الدولة من عناصر قوتها المادية ونقلها إلى مربع عدم الاستقرار والتنابذ الاجتماعي.
القوات المسلحة: صاروخ غراد يسقط بالموقر ...ولا اضرار بشرية أو مادية
وحين نتحدث عن هذه المخططات فإننا نسعى إلى تذكير النخب انقر على الرابط بطبيعة المعركة لتنظر إليها بشكل شامل وإستراتيجي لا نظرة مجتزأة آنية.
النظر الفاحص يقودنا إلى أن البلاد تعرضت، ولفترة طويلة، لحملات منظمة تستهدف عناصر قوتها المادية والمعنوية، حسبما يقول السفير ميشيل رامو، سفير فرنسا السابق لدى الخرطوم، في كتابه المعنون "السودان في جميع حالاته": (إن الطمع في ثرواته المعروفة من النفط واليورانيوم والنحاس والذهب هي سبب استهداف السودان، والصورة النمطية التي يشكلها الإعلام الغربي للسودان غير واقعية وغير حقيقية، والهدف منها هو خدمة المخطط الأميركي والدولي؛ لإضعاف الحكومة المركزية وصولًا لزعزعة استقرار البلاد عبر إضعافها من الأطراف).
ومنذ اندلاع الحرب تقف النخبة السودانية بجميع توجهاتها عاجزةً عن طرح مشروع وطني جادّ، وهو عجز ليس وليد اللحظة الراهنة، بل نتيجة مسيرة طويلة من التآكل الداخلي والإنهاك الخارجي، لازمتها منذ بواكير نشاطها، وسيطرت على عصب تفكيرِها، وفي تقديري هناك سببان رئيسيان لهذه الحالة: أحدهما داخلي يتعلق بتركيبة هذه النخبة وإخفاقاتها المتواصلة، والثاني خارجي مرده الاستهداف المنظم الذي تعرضت له البلاد لفترة طويلة.
هذه النخبة بحاجة عاجلة لصياغة مشروع وطني لإيقاف الحرب على قاعدة الحوار السوداني-السوداني، ومنع التدخل الأجنبي في الشأن الوطني، والانتباه للاستهداف المنظم الذي يعمل على بثّ اليأس ونشر الكراهية وسط الأجيال الجديدة، وليحدث ذلك فعليهم التخلي عن التمحور حول الانتماءات الصغيرة لصالح الانتماء للوطن الكبير؛ لأن الأحداث الجسام تتطلب قادة حكماء.
محمد سليم العوا: أي هجرة بإذن الحكومة، قرار الهجرة ده بيطلع من مصلحة الجوازات والجنسية من مصلحة الهجرة والجوازات الجنسية بيطلع باسم الحكومة، فلا يجوز لهذه الدولة أن تسمح لأحد بالمهاجرة إلى إسرائيل. نمرة اثنين أن اللي بيروح يزور إسرائيل أيا ما كان إن شاء الله يكون وزير لازم يتابع بعد ما يجي أمنيا ومخابراتيا ده أنا ما بعرفش اليهود بيعملوا إيه مع الناس.
قوات الجيش السوداني في مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان (الجزيرة)
ولهذا صرخ ونوس: "إننا.. نحن المثقفين، سلطة شاغلها الأساسي أن تصبح سلطة فعلية ...إننا قفا النظام... يا للخيبة، وياللحزن".
"فبعد أن وصلت النخبة المثقفة في المجتمعات العربية إلى قمة مجدها في الخمسينات من القرن العشرين، سوف تشهد تفككا سريعا في كل مكان، وكان لانغلاق ذهنها وتعلقها بالشعارات والقيم والمفاهيم المجردة دور أساسي في تفتيت صفوفها وإضاعة منظورها.